[size=24][/size
ومنذ القدم عانت البشرية من الطبقية والاستعلاء الطبقي والعنصري وقسم بنو الإنسان إلى طبقات على أسس اجتماعية واقتصادية ، وتعالى ذوو المال والجاه والمكانة الاجتماعية والنفوذ على الفقراء والمستضعفين ، كما كانت طبقة الأسياد والعبيد أشد الطبقات تباعداً . . وفي مجتمع مكة الذي بعث به محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) هادياً ومنقذاً للبشرية ، كانت الطبقية والاستعلاء والكبرياء على أشدّها . .
وكانت الدعوة الإسلامية وسلوكية الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) المنقذ ، ثورة على الطبقية والاستعلاء والتسلط . فالدعوة الإسلامية تعاملت مع الإنسان كإنسان ، بغض النظر عن نسبه وماله ، ونظرة المجتمع إليه . . فمبدأ تكريم الإنسان وإحترام شخصيته وإنسانيته هو الأساس الذي انطلقت منه الدعوة ، ونطق به كتابها العظيم : (ولقد كرّمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلاً )(الإسراء / 70) .
(يا أيُّها الناس إنّا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم ) (الحجرات / 13) .
وحين وجد الفقراء والمستضعفون مبادئ العدل والمساواة بين بني الإنسان ، واحترام إرادة الإنسان وحريته وحقّه في الحياة في تلك الدعوة ، وأنَّ هذا الدين لا يفرّق بين فرد وآخر إلاّ بقدر ما يحمل ذلك الإنسان من خير وإصلاح واستقامة ، وجدوا في هذه الدعوة المنقذ من الظلم والاضطهاد والطبقية والجاهلية البغيضة ، فآمنوا وصدقوا محمداً (صلى الله عليه وآله وسلم) واتبعوا النور الذي أنزل اليه ، فوجدوا فعله وسلوكه وتعامله معهم كأحدهم . . وهو في سلوكه ومنهج حياته العملي كمبادئ دعوته التي ينادي بها ، فالقول والعمل في دعوته سواء . .
لقد كانت تلك الدعوة ثورة على مفاهيم المجتمع الجاهلي ، وأخلاقيته المتخلّفة . . فكان محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) يدعو عظماء مكة ، كما يدعو العبيد والفقراء والمستضعفين للايمان ، يدعو وينادي بأنهم جميعاً يجب أن يكونوا متساوين في الحقوق والواجبات . . فكان يعقد الاجتماعات ، ومجالس اللقاء مع أتباعه الفقراء ، ويجلس معهم كأحدهم ، ويحاورهم ويشاورهم ويعلّمهم . .
رأى أكابر المشركين في مكة تلك الظاهرة الغريبة في حياتهم فأثارت غضبهم وخوفهم على مكانتهم الطبقية والاستعلائية ، ورأوا تزايد أصحاب محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) وانتشار الدعوة ، وأنّ التيار الإسلامي يوشك أن يكتسح البنية القديمة للمجتمع الجاهلي ، فشن أولئك المستكبرون حملة استخفاف بمحمد (صلى الله عليه وآله وسلم) وبأصحابه ، فرد عليهم الوحي مثبتاً مبادئ الدعوة الداعية لاحترام الإنسان ، والرافضة للطبقية والاستعلاء على الآخرين . .
لقد طلبوا من النبي محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) أن يطرد أولئك الفقراء والمستضعفين من مجلسه ، ليؤمنوا به ، ويجلسوا معه ، فإنّهم لا يجلسون في اجتماع يحضره هؤلاء الفقراء والمستضعفون .
قال ابن إسحاق راوياً تلك الحوادث من مجتمع مكة : «وكان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إذا جلس في المسجد ، فجلس إليه المستضعفون من أصحابه : خباب ، وعمار ، وأبو فكيهة ، ويسار مولى صفوان بن أمية ، وصهيب ، وأشباههم من المسلمين ، هزئت بهم قريش ، وقال بعضهم لبعض : هؤلاء أصحابه كما ترون ، أهؤلاء مَنَّ الله عليهم مِن بيننا بالهدى ودين الحق ، لو كان ما جاء به محمد خيراً ما سبقنا هؤلاء إليه ، وما خصهم الله به دوننا ، فردّ القرآن على أولئك المستكبرين الطغاة بقوله : (ولا تطرد الذين يدعون ربّهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ما عليك من حسابهم من شيء وما من حسابك عليهم من شيء فتطردهم فتكون من الظالمين * وكذلك فتنا بعضهم ببعض ليقولوا أهؤلاء مَنَّ الله عليهم من بيننا أليس الله بأعلم بالشاكرين * وإذا جاءك الذين يؤمنون بآياتنا فقل سلام عليكم كتب ربكم على نفسه الرحمة انّه من عمل منكم سوءاً بجهالة ثمّ تاب من بعده وأصلح فانّه غفور رحيم )(1) .
إنّ الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) لا يريد أن يضفي على نفسه مظاهر السلطة والأبهة والحواجز النفسية التي يلجأ إليها الحكام لايجاد الهيبة والسطوة والرعب في نفوس المحكومين للسيطرة عليهم . . إنّه ينطلق في علاقته من الحبّ والاحترام ، وليس من السطوة والتسلط ووضع حواجز الأبهة والكبرياء . . فتلك أزمة الحكام المستبدين . . والقرآن يرفض تلك الأخلاقية المريضة ، وينادي باحترام الانسان وتكريمه .
البلاغ
(
ومنذ القدم عانت البشرية من الطبقية والاستعلاء الطبقي والعنصري وقسم بنو الإنسان إلى طبقات على أسس اجتماعية واقتصادية ، وتعالى ذوو المال والجاه والمكانة الاجتماعية والنفوذ على الفقراء والمستضعفين ، كما كانت طبقة الأسياد والعبيد أشد الطبقات تباعداً . . وفي مجتمع مكة الذي بعث به محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) هادياً ومنقذاً للبشرية ، كانت الطبقية والاستعلاء والكبرياء على أشدّها . .
وكانت الدعوة الإسلامية وسلوكية الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) المنقذ ، ثورة على الطبقية والاستعلاء والتسلط . فالدعوة الإسلامية تعاملت مع الإنسان كإنسان ، بغض النظر عن نسبه وماله ، ونظرة المجتمع إليه . . فمبدأ تكريم الإنسان وإحترام شخصيته وإنسانيته هو الأساس الذي انطلقت منه الدعوة ، ونطق به كتابها العظيم : (ولقد كرّمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلاً )(الإسراء / 70) .
(يا أيُّها الناس إنّا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم ) (الحجرات / 13) .
وحين وجد الفقراء والمستضعفون مبادئ العدل والمساواة بين بني الإنسان ، واحترام إرادة الإنسان وحريته وحقّه في الحياة في تلك الدعوة ، وأنَّ هذا الدين لا يفرّق بين فرد وآخر إلاّ بقدر ما يحمل ذلك الإنسان من خير وإصلاح واستقامة ، وجدوا في هذه الدعوة المنقذ من الظلم والاضطهاد والطبقية والجاهلية البغيضة ، فآمنوا وصدقوا محمداً (صلى الله عليه وآله وسلم) واتبعوا النور الذي أنزل اليه ، فوجدوا فعله وسلوكه وتعامله معهم كأحدهم . . وهو في سلوكه ومنهج حياته العملي كمبادئ دعوته التي ينادي بها ، فالقول والعمل في دعوته سواء . .
لقد كانت تلك الدعوة ثورة على مفاهيم المجتمع الجاهلي ، وأخلاقيته المتخلّفة . . فكان محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) يدعو عظماء مكة ، كما يدعو العبيد والفقراء والمستضعفين للايمان ، يدعو وينادي بأنهم جميعاً يجب أن يكونوا متساوين في الحقوق والواجبات . . فكان يعقد الاجتماعات ، ومجالس اللقاء مع أتباعه الفقراء ، ويجلس معهم كأحدهم ، ويحاورهم ويشاورهم ويعلّمهم . .
رأى أكابر المشركين في مكة تلك الظاهرة الغريبة في حياتهم فأثارت غضبهم وخوفهم على مكانتهم الطبقية والاستعلائية ، ورأوا تزايد أصحاب محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) وانتشار الدعوة ، وأنّ التيار الإسلامي يوشك أن يكتسح البنية القديمة للمجتمع الجاهلي ، فشن أولئك المستكبرون حملة استخفاف بمحمد (صلى الله عليه وآله وسلم) وبأصحابه ، فرد عليهم الوحي مثبتاً مبادئ الدعوة الداعية لاحترام الإنسان ، والرافضة للطبقية والاستعلاء على الآخرين . .
لقد طلبوا من النبي محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) أن يطرد أولئك الفقراء والمستضعفين من مجلسه ، ليؤمنوا به ، ويجلسوا معه ، فإنّهم لا يجلسون في اجتماع يحضره هؤلاء الفقراء والمستضعفون .
قال ابن إسحاق راوياً تلك الحوادث من مجتمع مكة : «وكان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إذا جلس في المسجد ، فجلس إليه المستضعفون من أصحابه : خباب ، وعمار ، وأبو فكيهة ، ويسار مولى صفوان بن أمية ، وصهيب ، وأشباههم من المسلمين ، هزئت بهم قريش ، وقال بعضهم لبعض : هؤلاء أصحابه كما ترون ، أهؤلاء مَنَّ الله عليهم مِن بيننا بالهدى ودين الحق ، لو كان ما جاء به محمد خيراً ما سبقنا هؤلاء إليه ، وما خصهم الله به دوننا ، فردّ القرآن على أولئك المستكبرين الطغاة بقوله : (ولا تطرد الذين يدعون ربّهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ما عليك من حسابهم من شيء وما من حسابك عليهم من شيء فتطردهم فتكون من الظالمين * وكذلك فتنا بعضهم ببعض ليقولوا أهؤلاء مَنَّ الله عليهم من بيننا أليس الله بأعلم بالشاكرين * وإذا جاءك الذين يؤمنون بآياتنا فقل سلام عليكم كتب ربكم على نفسه الرحمة انّه من عمل منكم سوءاً بجهالة ثمّ تاب من بعده وأصلح فانّه غفور رحيم )(1) .
إنّ الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) لا يريد أن يضفي على نفسه مظاهر السلطة والأبهة والحواجز النفسية التي يلجأ إليها الحكام لايجاد الهيبة والسطوة والرعب في نفوس المحكومين للسيطرة عليهم . . إنّه ينطلق في علاقته من الحبّ والاحترام ، وليس من السطوة والتسلط ووضع حواجز الأبهة والكبرياء . . فتلك أزمة الحكام المستبدين . . والقرآن يرفض تلك الأخلاقية المريضة ، وينادي باحترام الانسان وتكريمه .
البلاغ
(
الأربعاء أكتوبر 12, 2011 9:50 pm من طرف kamaran
» معلومات غريبه عن بعض الحيوانات
الخميس سبتمبر 15, 2011 4:45 am من طرف عبدالله عمر
» لماذا لا يقع العنكبوت في شباكه الخاصة ؟؟
الخميس سبتمبر 15, 2011 4:44 am من طرف عبدالله عمر
» كيف تنام بسرعة ؟
الخميس سبتمبر 15, 2011 4:43 am من طرف عبدالله عمر
» Proverbi
الخميس سبتمبر 15, 2011 4:21 am من طرف عبدالله عمر
» Non arrendiamoci
الخميس سبتمبر 15, 2011 4:17 am من طرف عبدالله عمر
» L'AMICIZIA
الخميس سبتمبر 15, 2011 4:11 am من طرف عبدالله عمر
» BUON GIORNO
الخميس سبتمبر 15, 2011 4:01 am من طرف عبدالله عمر
» Perche' Ho Scelto L'islam
الخميس سبتمبر 15, 2011 3:58 am من طرف عبدالله عمر